المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2021 | الدكتورة أكجمال مختوموفا بمناسبة وصول اللقاح إلى وزارة الصحة في سوريا، 22 نيسان/أبريل (وصول لقاح أسترازينيكا من معهد الأمصال الهندي في 21 نيسان/أبريل)

الدكتورة أكجمال مختوموفا بمناسبة وصول اللقاح إلى وزارة الصحة في سوريا، 22 نيسان/أبريل (وصول لقاح أسترازينيكا من معهد الأمصال الهندي في 21 نيسان/أبريل)

طباعة PDF

معالي وزير الصحة الدكتور حسن الغباش

زميلي، ممثل اليونيسيف/ منسق الأمم المتحدة المقيم بالنيابة/منسق الشؤون الإنسانية، بو فيكتور

سعادة السفير حفظ الرحمن، سفير الهند لدى الجمهورية العربية السورية

السفير ميلاد عطية، وزارة الخارجية والمغتربين

ممثلو المنظمات الدولية والأمم المتحدة، أصحاب السمو، السيدات والسادة:

استيقظ العالم في بداية عام 2020 على واقع جديد، حيثُ لم يعتقد أحد أن الوباء الجديد سيعود للظهور مرة أخرى بعد آخر وباء مميت سببه فيروس الأنفلونزا H1N1 الذي استمر من عام 1918 إلى عام 1920، والذي أودى بحياة 50 مليون إنسان وأصاب 500 مليون آخرين. لم نكن مستعدين لمواجهة هذا الواقع رغم كل التقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي وجميع المعارف التي اكتسبناها.

لدينا اليوم أكثر من 142 مليون حالة مؤكدة لكوفيد-19. لقد فقدنا أكثر من 3 ملايين شخص في عام واحد فقط. إن الانهيار الاقتصادي أمر مذهل بالفعل، حيثُ فقد ملايين الناس في جميع أنحاء العالم سبل العيش. لقد أثّر كوفيد-19 على كافة البلدان والعائلات، ولا يزال الفيروس ينتشر بأشكاله المختلفة، مما يؤثر على الفئات القوية والأصغر سناً. وقد حَدَثَ هذا الوباء في الوقت الذي كان فيه المجتمع الدولي يصبّ اهتمامه على الأمراض غير السارية. والواقع أن عبء الأمراض غير السارية مرتفع، والأشخاص الذين يعانون من اعتلالات مترافقة كانوا هم أول ضحايا كوفيد-19؛ أولئك الذين يعانون من السكري وأمراض القلب الوعائية وأمراض الرئة المزمنة أو الكلى.

لقد سبب كوفيد-19 الموت للنساء والرجال دونما تمييز. ولا يزال العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية - الذين أنقذوا حياة الكثيرين في هذه المعركة - يتعرّضون لأكبر قدر من خطر انتقال كوفيد-19 ولا يزالون يلبّون نداء الواجب وكثيراً ما يخاطرون بحياتهم.

والأمر الذي هو في غاية الأهمية الآن أن يتم تطعيم العاملين الصحيين أولاً. وتوصي منظمة الصحة العالمية بشدة في الجمهورية العربية السورية، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، بتطعيم هذه الفئة الشديدة الخطورة أولاً من أجل حمايتهم حتى يتمكنوا من مواصلة إنقاذ حياة بقية الناس في المجتمع. ويتماشى ذلك مع توصية فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي التابع لمنظمة الصحة العالمية والمعني بالتحصين فيما يخص تحديد أولويات اللقاحات.

وفي حين بذلت الأوساط العلمية العالمية والكيانات الدولية جهوداً استثنائية لتطوير اللقاحات وإنتاجها على نطاق واسع، لا تزال اللقاحات سلعة ثمينة.

وهناك حالياً المئات من المرشحين للقاحات في مراحل مختلفة من التجربة. ومع اكتمال الشروط الأساسية، يتم تقديم ملفات اللقاحات إلى منظمة الصحة العالمية لاستعراضها والموافقة على إدراجها في قائمة المنظمة للاستعمالات الطارئة. ويوجد حالياً 19 لقاحاً قيد الاستعراض من جانب منظمة الصحة العالمية، وتمت الموافقة على 4 لقاحات فقط بعد إجراء استعراض دقيق. وأسترازينيكا هو أحد اللقاحات التي وافقت عليها منظمة الصحة العالمية، وأتاحها مرفق كوفاكس في إطار التزام السوق المسبق لأكبر عدد من البلدان.

يساهم الجميع في معركة كوفيد-19، وهناك دور لكل فرد منا لإيقاف هذا الوباء.

ومع ذلك، فإن كميات اللقاحات المُنتَجة لا تزال غير كافية للبشرية بأسرها، كما أن إمكانية الحصول عليها تحظى بالأولوية، ولا يزال الإنصاف في اللقاحات هو الشاغل الرئيسي. ومن خلال التعاون مع كوفاكس والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) واليونيسيف، نأمل أن نتمكن من تأمين المزيد من اللقاحات لتلبية الخطة الوطنية لتوزيع اللقاحات والتطعيم في سورية والإسهام في مكافحة كوفيد-19 على الصعيد العالمي.

وأنا ممتنة لجميع الدول الأعضاء والحكومات التي تقف وراء هذه المبادرة العالمية والتي التزمت بدعم مالي استثنائي من أجل التسريع في عملية الإنتاج والتوزيع بُغية تحقيق المساواة في التوزيع والوفرة في جميع أنحاء العالم.

وأود أن أشكر الحكومة الهندية على سخائها في تخصيص حصّة شباط/فبراير 2021 من اللقاحات لسوريا، وإرسال 203000 جرعة من اللقاحات القيّمة للشعب السوري. وأشكر السفير الهندي على حضوره اليوم في هذه المناسبة.

وقد خططت الحكومة ووزارة الصحة في الجمهورية العربية السورية لشهور بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لوضع الخطة الوطنية لتوزيع اللقاحات والتطعيم بشكل منهجي ولإنشاء خطط مُصغّرة للتوزيع المنصف للقاحات في جميع محافظات الجمهورية العربية السورية. ويُعتبر برنامج التحصين الوطني السوري من أقوى برامج الصحة العمومية في المنطقة. ويخدم هذا المنبر وتاريخه المؤسسي الهدف المتمثل في نشر لقاح كوفيد-19.

الأمر ليس بالسهل، والطريق أمامنا لا يخلو من التحدي. ولكن بالتصميم والتضامن والجهود المشتركة من أجل التنفيذ المحلي للتحصين في كل سياق، سنتمكن من الاستفادة من اللقاحات المتاحة على أفضل وجه - أفضل تدخل في مجال الصحة العمومية لكبح الوباء المستمر وإنقاذ الأرواح.