27 إبريل 2021- من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2,3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد عام 2021. كما من المتوقع أن يعاني 400,000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.

واحدة من هؤلاء الأطفال هي نينور، وتبلغ من العمر ثلاثة أشهر. أسعفتها والدتها إلى مركز تغذية علاجية مدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية في محافظة ذمار. جسدها الصغير منهك ويعاني من سوء التغذية الحاد. وفر مركز التغذية العلاجية الرعاية الصحية لأينور لمدة ١٢ اليوم حتى الآن. "إنها تشعر بتحسن كبير وتتناول الحليب العلاجي والأدوية بانتظام بفضل الدعم الذي قدمته حكومة إيطاليا. أنا ممتنة لأن ابنتي بصحة أفضل الآن". تقول والدة نينور.

يعاني السكان المستضعفون في المناطق النائية في صمت. ذلك بسبب شحة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية أو انعدامها. يؤدي سوء التغذية إلى إدامة الضعف وإلى سرعة التأثر بالمرض لا سيما عند الأسر التي تفتقر بالفعل إلى الموارد الأساسية. في ظل الصراع الدائر والبنية التحتية المدمرة، وما لم يتم اتخاذ أي إجراء، قد لا تجد الأسر التي يعاني أطفالها من سوء التغذية الحاد إلا مشاهدة أطفالهم يواجهون خطر الموت.

تم إدخال الطفل حفظ الله إلى نفس مركز التغذية العلاجية برفقة والدته وهو يعاني من سوء التغذية والإسهال والقيء. تلقى الرعاية الصحية والعلاج المنتظم في المركز لمدة ثلاثة أيام حتى الآن. "تتم رعاية طفلي وتقديم علاج مجاني له في هذا المركز." تقول والدته.

في ظل التحديات التشغيلية التي تواجهها منظمة الصحة العالمية والأزمة الإنسانية المتفاقمة إضافة إلى الصعوبات التي طرأت بسبب جائحة كوفيد 19، تواصل المنظمة بدعم من حكومة إيطاليا الكفاح من أجل حياة الأطفال في اليمن. من خلال توسيع نطاق توافر خدمات التغذية الحيوية وتعزيز إمكانية الوصول إليها وتحسين جودتها من أجل الأمهات والأطفال في مراكز التغذية العلاجية المستهدفة. إضافة إلى تقديم حزم الدخول والخروج الصديقة للنوع الاجتماعي والصديقة للطفل وامدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وكذلك وجبات الطعام التي يتم توفيرها لمرافقي الأطفال المرضى.

بفضل الدعم السخي الذي قدمته حكومة إيطاليا من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) تم إنشاء 30 مركزاً جديداً للتغذية العلاجية وهي تعمل حاليًا. مما يجعل إجمالي عدد مراكز التغذية العلاجية التي تعمل حالياً في اليمن 83 مركزاً. ويمثل هذا 80٪ من إجمالي مراكز التغذية العلاجية التي تعمل حالياً في البلاد. من خلال هذه المراكز، تمكنت منظمة الصحة العالمية بإنقاذ حياة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ممن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM). بين عامي 2019 ومارس 2020، تم علاج 15,000 طفل في مراكز التغذية العلاجية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية. حيث انخفضت معدلات الوفيات بين مرضى سوء التغذية الحاد الوخيم عند المرضى الذين يعانون من مضاعفات طبية من 3.6٪ (منذ 2017) إلى 2.1٪ (اعتبارًا من مايو (2020.