المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2019 | موظفو التلقيح ضد شلل الأطفال في العراق يبدأون حملة للوصول إلى ملايين الأطفال

موظفو التلقيح ضد شلل الأطفال في العراق يبدأون حملة للوصول إلى ملايين الأطفال

طباعة PDF

التلقيح ضد شلل الأطفال في العراق

الحرص على أن يكون كل طفل في بغداد سليم ومعافى من مرض شلل الأطفال

في العاصمة العراقية بغداد، قد يعتقد البعض أن الوصول إلى جميع الأسر لتطعيم أطفالها ضد شلل الأطفال أمر شبه مستحيل، ولا سيما في ظل الاضطراب السياسي القائم حالياً. إلا انه بالنسبة لمحمود فرحان وهديل كريم، اللذان يعملان مع منظمة الصحة العالمية في مجال التطعيم منذ 15 عاماً و5 أعوام على التوالي، فهذه المشكلة لا تشكل عائقاً أبداً.

قدمت منظمة منظمة الصحة العالمية الدعم إلى 13,000 عامل في مجال التطعيم مثل محمود فرحان وهديل كريم، ممن يتنقلون من منزل إلى منزل أو يقيمون في المراكز الثابتة في استراتيجية المرافق الصحية، لضمان حصول كل طفل في منطقة العديل التابعة لمنطقة الكرخ ببغداد على لقاح شلل الأطفال.

يقول محمود أن تطعيم الأطفال في بغداد والمناطق المحيطة بها هي وظيفته المعتادة على مدى السنوات الـ 16 الماضية وإن هذه الحملة لا تختلف عن الحملات الماضية. ويضيف: "يعرفني الناس في جميع أنحاء منطقة العديل، مما يجعل من السهل عليهم إحضار أطفالهم للتطعيم. كما أن أئمة المساجد قاموا بعمل جيد عندما حثوا الناس في خطب الجمعة على فتح أبوابهم لنا خلال الحملة. هذا جعل الأمر أسهل حيث لم نواجه أي اعتراض".

ويتابع محمود وهو يشير إلى سيدة جاءت لتطلب من أعضاء الفريق زيارة منزلها وتطعيم أطفالها: "لا بل أن ما حدث هو العكس تماماً، إذ يأتينا أشخاص لتذكيرنا بزيارة منازلهم التي تبعد عنا مسافة ثلاثة إلى أربعة منازل لتطعيم أطفالهم". هذا يدل على مستوى وعي المجتمع حول فوائد لقاح شلل الأطفال.

ويقول محمود إنه يحب مهنته جداً لأنه يتفاعل مع الأطفال ويعاملهم وكأنهم أطفاله وإنه يشعر بالسعادة عندما يمنحهم المطاعيم التي تحميهم من الأمراض المميتة والفتاكة.

تضيف هديل كريم التي تعمل في هذه المهنة منذ السنوات الخمس الماضية: "أعتقد أن وجود موظفة أنثى تعمل لدى فريق تقديم المطاعيم أمر مهم للغاية لأن الأمهات يشعرن بالراحة عند التحدث لسيدة مثلهن، وقد حققنا حتى الآن نتائج مذهلة للغاية. قد لا نتمكن أحياناً من إيجاد الأطفال في المنازل وقد لا نتلقى أي رد عند الطرق على الأبواب وهذا أمر لا بأس به وطبيعي أيضاً، وفي مثل هذه الحالات فإننا نضع علامة على باب المنزل لنعود إليه في وقت لاحق".

وفي خضم المظاهرات الجارية حالياً في أجزاء مختلفة من المحافظات الجنوبية، أطلقت وزارة الصحة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية الجولة الثانية من حملات التلقيح الشامل لشلل الأطفال في 65 ناحية في 10 محافظات كما هو مخطط لها. وتستهدف هذه المرحلة من حملة التطعيم أكثر من 3.1 مليون طفل دون سن الخامسة من بغداد وبابل والديوانية وديالى والمثنى وذي قار وميسان والبصرة.

وبفضل هذه الخطوة ستتمكن مبادرة القضاء على شلل الأطفال في العراق من الوصول إلى حوالي 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة ومنحهم لقاح شلل الأطفال الفموي خلال حملة "أيام التحصين الوطنية" ضد شلل الأطفال التي يتم تنفيذها للمرة الثانية في 2019.