World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

الرحلة المضنية التي يخوضها المرضى في غزة لعلاج السرطان

طباعة

نساء ينتظرن عند أحد المعابر للخروج من غزة طلباً للعلاجنساء ينتظرن عند أحد المعابر للخروج من غزة طلباً للعلاج

غالباً ما يضطر المرضى في غزة، بعد تشخيصهم بالسرطان، للانتظار شهوراً طويلة قبل أن يتمكنوا من الحصول على العلاج. أما الحصول على تصريح لتلقي الرعاية الصحية اللازمة خارج غزة، فهي عملية مُجهِدة ويصعب التنبؤ بها، إذ يقدم كثير من المرضى أكثر من طلب قبل أن يتمكنوا من الخروج. ومع ذلك، لا يحصل بعض المرضى أبداً على التصاريح اللازمة لتلقِّي الرعاية.

إن قدرة مستشفيات غزة على توفير خدمات التشخيص والعلاج على نحو كافٍ لمرضى السرطان محدودة للغاية بسبب النقص المزمن في الأدوية وعدم وجود معدات طبية. كما أن المسح الذري اللازم لتحديد درجة انتشار السرطان ومعدات المعالجة الإشعاعية وبعض العمليات الجراحية المتخصصة غير متوفرة. وكان مخزون أكثر من نصف أدوية المعالجة الكيميائية الأساسية كافياً لأقل من شهر طوال عام 2018.

ويحتاج العديد من المرضى إلى التماس الرعاية الصحية في مناطق أخرى داخل الأرض الفلسطينية المحتلة أو خارجها. ولكن لمغادرة قطاع غزة للعلاج، يتعين عليهم الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية. ويمكن لهذه العملية في بعض الأحيان أن تستغرق عدة أشهر. وفي عام 2018، باءت بالفشل 39 في المائة من طلبات المرضى للحصول على تصاريح مغادرة غزة طلباً للرعاية الصحية.

سميرة، 64 عاماً، تم تشخيص إصابتها بسرطان الرحم في 2016. وخضعت لعملية جراحية تطلبت متابعة علاجية غير متوفرة في غزة. وأحال الأطباء سميرة لتلقي المعالجة الإشعاعية في القدس الشرقية. واستغرق الأمر أكثر من ستة أشهر وخمسة طلبات لكي تخرج أخيراً من غزة في حزيران / يونيو 2018. تقول سميرة: "طوال هذا الوقت كنت أعاني من نزف غير طبيعي. لقد كان خروجي مسألة حياة أو موت بالنسبة لي. لماذا لم أحصل على تصريح بالخروج؟"

إن التشخيص المناسب والعلاج الفعال للسرطان أساسيان لتحسين حالة المرضى وفرصهم في البقاء على قيد الحياة. وعلى سبيل المثال، فإن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي، والتي تبلغ خمس سنوات، يمكن أن تتجاوز 80% إذا ما توفرت خدمات الكشف المبكر والعلاج الأساسي وإذا تمكن المرضى من الوصول إليها. ومع ذلك، فإن هذه النسبة تقل كثيراً في غزة– حيث تبقى 65% فقط من النساء المصابات بسرطان الثدي على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص.

خديجة، 32 عاماً وأم لأربعة أطفال، لاحظت شيئا غير عادي في صدرها في كانون الأول / ديسمبر 2017. وسرعان ما أكد الأطباء إصابتها بسرطان الثدي. وفي كانون الثاني / يناير 2018، قدمت خديجه طلباً للحصول على تصريح بالذهاب إلى مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية لإجراء فحص متخصص لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر، وإلى أي مدى بلغ انتشاره. إلا أن طلبها قوبل بالرفض. وبدأت في تلقي العلاج الكيميائي في غزة، ولكن العلاج الأمثل كان يتطلب تدخلاً جراحياً. وفي تموز/ يوليو، قدمت خديجه طلباً جديداً للحصول على تصريح بالخروج، ورُفِض مرة أخرى. وقررت خديجة أن تغيِّر وجهتها إلى مصر، ونجحت محاولتها الثانية لمغادرة غزة إلى مصر في النهاية. وأجرت عملية جراحية في آب/ أغسطس 2018؛ أي بعد سبعة أشهر من تشخيص حالتها.

الحق في الصحة مكفول لجميع مرضى السرطان. وهذا يعني أن يستطيع كل فرد الحصول على الرعاية الصحية الجيدة والمقبولة وأن يتمتع بظروف معيشية تدعم بقاءهم أصحاء. وتشكل القيود المفروضة على الحصول على الخدمات الصحية الأساسية أحد الحواجز الرئيسية التي يواجهها الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة من أجل الحصول على حقهم في الصحة. وتؤثر هذه القيود على مرضى السرطان في مرحلة حرجة في حياتهم يحتاجون فيها إلى خدمات متخصصة في التشخيص والعلاج. وتدعو منظمة الصحة العالمية إلى حماية وتوفير الحق في الصحة لجميع الفلسطينيين.