World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

منظمة الصحة العالمية توسع نطاق دعمها للتخفيف من سوء التغذية للأطفال في اليمن

طباعة

تجلس ونيسة إلى جانب طفلتها ثريا البالغة من العمر سبعة أشهر، وهي تخشى أن تواجه ابنتها نفس مصير شقيقتها الأكبر والتي فارقت الحياة قبل أيام بسبب إصابتها بسوء التغذية الحادتجلس ونيسة إلى جانب طفلتها ثريا البالغة من العمر سبعة أشهر، وهي تخشى أن تواجه ابنتها نفس مصير شقيقتها الأكبر والتي فارقت الحياة قبل أيام بسبب إصابتها بسوء التغذية الحاد (تصوير: صادق الوصابي)

تجلس ونيسة إلى جانب طفلتها ثريا البالغة من العمر سبعة أشهر، وهي تخشى أن تواجه ابنتها نفس مصير شقيقتها الأكبر والتي فارقت الحياة قبل أيام بسبب إصابتها بسوء التغذية الحاد.

أحضرت ونيسة ابنتها لمركز التغذية العلاجي المدعوم من منظمة الصحة العالمية في مستشفى كمران في مديرية المراوعة، محافظة الحديدة، لتلقي العلاج. يقدم المركز خدمات الرعاية الصحية للأطفال المرضى في المنطقة، حيث كان الأهالي يلجأون للسفر لمدينة الحديدة لعلاج أطفالهم.

تقول ونيسة: "لا أستطيع تحمل فقدان طفلي الآخر. أبذل كل ما بوسعي لأتمكن من إنقاذ حياته".

ومثل ونيسة، تستميت العديد من الأمهات لعلاج أطفالهن المصابين بسوء التغذية على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والتحديات المتعلقة في الحصول على العلاج. ولضمان بقاء الأهالي مع أطفالهم في المركز، تدعم منظمة الصحة العالمية تكاليف الوجبات الغذائية للمرافقين.

وفي مستشفى الجمهوري بمحافظة حجة، يرقد عيسى صلاح، 7 أشهر، وبجانبه والدته التي قدمت من مديرية شرس بالمحافظة. وبعد أن عانت من حالات الإجهاض المتكرر، تبدو أم عيسى عاجزة عن إرضاع طفلها بسبب الوهن الشديد.

وتشرح قائلة: "ليس هناك أي مركز صحي في المديرية التي أعيش فيها لأعالج طفلي. السفر لهذا المكان ليس أمراً سهلاً بالنسبة لي لكن هذا خياري الوحيد لكي أحافظ على حياة طفلي".

حرب جلبت المجاعة

2-	في مستشفى الجمهوري بمحافظة حجة، يرقد عيسى صلاح، 7 أشهر، وبجانبه والدته التي قدمت من مديرية شرس بالمحافظة. وبعد أن عانت من الإجهاض المتكرر، تبدو أم عيسى عاجزة عن إرضاع طفلها بسبب الوهن الشديد في مستشفى الجمهوري بمحافظة حجة، يرقد عيسى صلاح، 7 أشهر، وبجانبه والدته التي قدمت من مديرية شرس بالمحافظة. وبعد أن عانت من الإجهاض المتكرر، تبدو أم عيسى عاجزة عن إرضاع طفلها بسبب الوهن الشديد (تصوير: صادق الوصابي)

ما تزال اليمن تواجه عبئاً كبيراً لسوء التغذية الحاد والمزمن. وفيما يستمر الصراع بلا هوادة، يزداد الوضع سوءاً وترتفع معه أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية بشكل يومي. وحالياً، يعاني أكثر من 1.8 مليون طفل ما دون سن `الخامسة من سوء التغذية الحاد، بما فيهم حوالي 500,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم وبحاجة ماسة لتدخلات برامج التغذية العلاجية.

ويشير ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا: "المشاهد المؤلمة للأطفال المصابين بسوء التغذية في اليمن تشير لمدى العواقب الكارثية للصراع. لقد شاهدت أطفالاً يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية وهم بحاجة ماسة للرعاية الخاصة والكادر الطبي المؤهل".

واستجابة لمعدلات سوء التغذية المرتفعة في اليمن، توفر منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية المنقذة للحياة لهؤلاء الأطفال. وفي العام 2017، تلقى أكثر من 4430 طفل ما دون سن الخامسة العلاج في مراكز التغذية العلاجي المدعومة من منظمة الصحة العالمية.

وتدعم منظمة الصحة العالمية 47 مركزاً للتغذية العلاجية وتعمل على إنشاء 3 مراكز أخرى في العام 2018 للتعامل مع الاحتياجات المتزايدة لخدمات العلاج لحالات سوء التغذية.

على شفا الموت

يصل العديد من الأطفال لمراكز التغذية العلاجية المدعومة من منظمة الصحة العالمية بصورة متأخرة جداً. ففي مركز التغذية العلاجي في مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة، تم إنقاذ حياة عمار، خمسة أشهر، حيث يعاني من ضمور في الدماغ ويبلغ وزنه 2.6 كيلوغرام فقطيصل العديد من الأطفال لمراكز التغذية العلاجية المدعومة من منظمة الصحة العالمية بصورة متأخرة جداً. ففي مركز التغذية العلاجي في مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة، تم إنقاذ حياة عمار، خمسة أشهر، حيث يعاني من ضمور في الدماغ ويبلغ وزنه 2.6 كيلوغرام فقط (تصوير: صادق الوصابي)

يصل العديد من الأطفال لمراكز التغذية العلاجية المدعومة من منظمة الصحة العالمية بصورة متأخرة جداً. ففي مركز التغذية العلاجي في مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة، تم إنقاذ حياة عمار، خمسة أشهر، حيث يعاني من ضمور في الدماغ ويصل وزنه إلى 2.6 كيلوغرام فقط.

يقول الدكتور زاغاريا: "على الرغم من تدخلات منظمة الصحة العالمية، هناك الكثير مما يتعين فعله للتخفيف من آلام هؤلاء الأطفال. حجم المعاناة لا يمكن تخيلها وتتطلب جهوداً مشتركة ودعماً متواصلاً لتلبية الاحتياجات الملحة".

ويضيف: "هذه القصص التي ذكرناها مثال حي على فداحة وضع الأطفال، وهي غيض من فيض من قصص كثيرة أخرى. المجتمع الدولي يبذل ما بوسعه لكن هناك حاجة للمزيد من الجهود من قبل جميع الأطراف".

وبدعم من البنك الدولي ومكتب المساعدة الخارجية في حالات الكوارث التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تستمر منظمة الصحة العالمية في تأسيس مراكز التغذية العلاجية وتوفير أدوية التغذية إضافة لتدريب العاملين الصحيين على إدارة حالات سوء التغذية الحاد الوخيم.