أجرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية ولجنة المساعدات الإنسانية في تموز/يوليو 2018 تدريباً للمدربين ToT)) في مجال المشتريات وإدارة سلسلة الإمدادات لثلاثين مشاركاً من العاملين في مناطق النزاع والكوارث الطبيعية في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق.
فقد أدى نقص الأدوية الأساسية والمنقذة للحياة في هذه الولايات إلى ارتفاع الإنفاق المباشر من الجيب على الصحة والذي يكون غالباً غير ميسور التكلفة بالنسبة للفئات الضعيفة من السكان.
وعلى الرغم من أن نسبة 69 في المائة من السكان لديهم حق الوصول إلى الخدمات الصحية إلا أن إمكانية الوصول الفعلي إلى مرافق الرعاية الصحية الأولية تتفاوت من 3039 شخص لكل مرفق صحي في الولاية الشمالية إلى 20,779 شخص لكل مرفق في جنوب دارفور وفقا لوثيقة الاحتياجات الإنسانية العامة للسودان لعام 2018.
شهد التدريب مشاركة مختلف المهنيين وعلى مختلف المستويات التي شملت المنسقين الميدانيين والصيادلة وموظفي الصحة العامة وشركاء منظمة الصحة العالمية المنفذين لبرامجها الميدانية. كما هدف إلى تزويدهم بالتقنيات الأساسية والحديثة لإدارة سلسلة الإمدادات والمشتريات الطبية فضلاً عن ضمان جودة المنتجات الصيدلانية على مستوى المخازن المركزية ومستوى المؤسسة الصحية.
وقد صرح خبير كلية (أمباور) وأحد ميسري التدريب قائلاً "لقد تم تصميم التدريب على مدى أيامه الخمسة للنهوض بقدرة المشاركين على الاستخدام الأمثل للأدوية ومراقبتها وصرفها. كما نسقنا تلقي تعقيبات الشركاء المنفذين بانتظام للتصدي للتحديات التي تواجه العاملين في الميدان"
إن إدارة النقص في الإمدادات الطبية في السودان عامل رئيسي لتقديم الخدمات الصحية الكافية للمجتمعات المحلية المتضررة في دارفور والنيل الأزرق و-مؤخراً- في ولايات جنوب وغرب كردفان".
وقال عبد الغني أحمد أحد المشاركين من ولاية النيل الأزرق: "سنعمل على تنظيم سلسلة من الدورات في ولاياتنا ومحلياتها". وأضاف "لقد تم تعريفنا -للمرة الأولى- بالممارسات اللوجستية الدولية والمبادئ التوجيهية ولوائح شراء وتوزيع الأدوية المأمونة".
وقد وضعت السودان في عام 2017 الاستراتيجية الوطنية لسلسة التوريد والتي أدمجت توفير المشتريات وخدمات سلسلة الإمدادات الطبية في خطة تنفيذية ثنائية لتقاسم التكاليف لعام 2017-2021. ويعد الصندوق الوطني للإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة الجهة المركزية المسؤولة عن تشغيل الخطة الوطنية المذكورة. وهذا المركز هو المسؤول قانونياً عن شراء الأدوية والمواد الاستهلاكية والمعدات الطبية وتوزيعها على المؤسسات الحكومية في ولايات السودا الثمانية عشر.
وقد أكد الصندوق الوطني للإمدادات الطبية مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من الشركاء الدوليين الحاجة إلى الاستثمار المستمر والعميق في الموارد البشرية وبناء وتعزيز القدرات كأساس متين لتحقيق النتائج ذات الصلة بالصحة.
وقال الدكتور أحمد مراد أحد الصيادلة المشاركين من وزارة الصحة الاتحادية في الخرطوم: "إن تلبية احتياجات القطاع الصحي بناءاً على التحديات الصحية التي تواجه هذا القطاع تتطلب استثماراً مستمراً ومستداما". وأضاف "إننا نحتاج إلى تعزيز قدرات العاملين في مجال مشتريات وتجهيزات الأدوية والمعدات الطبية لتمكينها من الاستجابة لهذه التحديات بفعالية باستخدام الأدوات والموارد المتاحة في المرافق الصحية ومراكز الرعاية الصحية الأولية".
إن دعم منظمة الصحة العالمية لوزارة الصحة الاتحادية والشركاء المنفذين لحوالي 137 مشروع صحي ميداني في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان إنما هو نتيجة للمساهمة السخية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والمكتب الأمريكي للمساعدة الخارجية في الكوارث (OFDA) والذي ساهم في ضمان توفر الأدوية المأمونة في السودان.