المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2018 | اليمن: رحلات طويلة بحثاً عن العلاج

اليمن: رحلات طويلة بحثاً عن العلاج

طباعة PDF

15 كانون الثاني/يناير 2018 - تستلقِ شايجة (20 عاماً) وشقيقتها قُمري (15 عاماً) على السرير في غرفة ما بعد العملية الجراحية في مستشفى الجمهوري بمحافظة صعدة. بدأت المأساة في سبتمبر الماضي عندما أُصيبتا جراء قصف بالقرب من منزلهما في طلان بمحافظة صعدة شمال اليمن.

وقع القصف على مسافة قريبه جداً من المنزل كما تقول الفتاتان. حصدت الحادثة روح أختهما وثلاثة من أشقائهن في حين أُصيبت أُمهما و8 من الأقارب. بعد الحادث تم نقل جميع المصابين إلى مستشفى الجمهوري الذي يستغرق الوصول إليه ساعتين من المنزل.

دعم النظام الصحي المتهالك

مستشفى الجمهوري العام هو المستشفى الرئيسي في المحافظة ويستقبل حوالي 600 مريض في اليوم. يأتي المرضى إلى المستشفى من مدينة صعدة والمناطق المجاورة وكذلك المحافظات الأخرى التي تبعد عدة ساعات عن المستشفى.

يتلقى مستشفى الجمهوري الدعم من مشروع الصحة والتغذية الطارئ. يعمل هذا المشروع الذي يموله البنك الدولي وتنفذه منظمة الصحة العالمية واليونيسف، على دعم النظام الصحي بصورة فاعلة في اليمن، لمساعدة المستشفيات والمرافق الصحية في إبقاء أبوابها مُشرعة لتوفير خدمات الرعاية الصحية للمحتاجين. ويتلقى المشروع دعمه من المؤسسة الدولية للتنمية، وهي صندوق تابع للبنك الدولي معني بمساعدة البلدان الأكثر فقراً في العالم.

إنقاذ الحياة باستمرار

أصيبت شايجة في ساقها اليمنى بينما أُصيبت قُمري بجراح في فخذها الأيمن. حيث خضعتا في المستشفى لثلاث عمليات وستخضعان للمزيد من العمليات الجراحية.

شايجة وشقيقتها قُمري اثنتان من أصل 175 مريضاً تلقوا تدخلات جراحية ومشورات طبية في المستشفى خلال شهر أكتوبر. حيث دأبت منظمة الصحة العالمية شهرياً منذ يوليو 2017 على توفير مجموعة أدوات الجراحة والتي تكفي لإجراء 100 تدخل جراحي بفضل مشروع الصحة والتغذية الطارئ.

تعتبر هذه المستلزمات مهمة لعلاج الجرحى مثل قمري وشايجة، حيث تحتوي على مجموعة من الأدوية المنقذة للحياة وأدوية التخدير والسوائل الوريدية وجميع لوازم الجراحة الضرورية. وتشمل عدة الجراحة كذلك على الأدوية اللازمة للمرضى بعد العمليات الجراحية.

توفير الاحتياجات المُلحة— الوقود والماء

بسبب الصراع الجاري، ازدادت الحاجة بصورة ماسة للمياه والوقود، وهو ما تحتاجه المستشفيات لضمان استمرار تشغيلها. وبالنسبة لوالد قمري وشايجة، حسن صلاح، فإن الوصول للمستشفى بات أمراً في بالغ التعقيد بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

تقول الشقيقتان أنهما يمران بظروف معيشية صعبة لأن والدهما بدون عمل.

يقول الأب حسن صلاح: "أصبحت فقيراً الآن. مع ذلك لا أنسى أن أُعبر عن الامتنان لكل من وقف بجانبي وساعدني في هذا الظرف العصيب. كما أشعر بالسعادة لأن كلا ابنتاي تتلقيان العلاج والرعاية الطبية في المستشفى مجاناً".

ويقول حسن إن الرحلة من قريتهم إلى المستشفى تكلف 50,000 ريال يمني (حوالي 120 دولار) "وهو مبلغ لا أستطيع تحمله".

كان حسن يعمل كمزارع ولديه قطيعه الخاص من الماشية. غير أنه ومنذ بداية النزاع لم يعد قادراً على الحصول على عمل بشكل يومي. أُبيد قطيع الماشية الذي كان يملكه خلال الحادثة ذاتها العام الماضي وقد أنفق كل مدخراته.

كجزء من مشروع الصحة والتغذية الطارئ، توفر منظمة الصحة العالمية أيضاً إمدادات الوقود للمستشفى لتمكينه من إدارة أنشطته وعملياته بفعالية. كما تهدف المنظمة إلى توفير المياه والمستلزمات والمعدات الطبية للمستشفى. كما يدعم المشروع 64 مستشفى آخر في اليمن.