ﻓﺎطﻤﺔ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺗﻤﺎرﯾﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺼﺤﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺠﻤﻌﯿﺔ ﯾﺪ ﺑﯿﺪ ﻓﻲ ﺣﻠﺐﺗﻌﯿﺶ ﻓﺎطﻤﺔ ذات اﻹﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮة رﺑﯿﻌﺎ" ﻣﻊ ﺷﻘﯿﻘﺎﺗﮭﺎ اﻟﺨﻤﺴﺔ وأﺷﻘﺎﺋﮭﺎ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﯾﻨﺔ ﺣﻠﺐ. طﯿﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﻛﺎن اﻟﺨﻮف و اﻟﻐﻤﻮض ﯾﻠﻔﺎن ﺣﯿﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺬي ﺷﮭﺪﺗة اﻟﻤﺪﯾﻨﺔ. ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم 2017 وﻣﻊ اﻧﺨﻔﺎض ﺣﺪة اﻟﺼﺮاع ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺑﺪأت ﺣﯿﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﺠﺮاھﺎ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﺗﻘﺮﯾﺒﺎً . إﻻ أن ﻓﺎطﻤﺔ وﺑﯿﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ أن ﺗﻨﮭﻲ ﻋﺎﻣﮭﺎ اﻟﺪراﺳﻲ وﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﻄﻠﮫ اﻟﺼﯿﻔﯿﺔ ﺑﺪأت ذراﻋﺎھﺎ وﺳﺎﻗﺎھﺎ ﯾﻀﻌﻔﺎن ﺷﯿﺌﺎً ﻓﺸﯿﺌﺎً وﺑﺪأت ﺗﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺐ ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﮭﺎ و ﺻﺪﯾﻘﺎﺗﮭﺎ. ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻤﻄﺎف أﺧﺬت أطﺮاﻓﮭﺎ اﻟﻌﻠﻮﯾﺔ و اﻟﺴﻔﻠﯿﺔ ﺗﻀﻌﻒ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ إﻟﻰ أن أﺻﺒﺤﺖ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ. وﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع ﻣﻦ إﺟﺮاء اﻟﻔﺤﻮﺻﺎت ﺗﻤﻜﻦ اﻷطﺒﺎء ﻣﻦ ﺗﺸﺨﯿﺺ ﺣﺎﻟﺘﮭﺎ إذ ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮭﺎ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻤﺘﻼزﻣﺔ ﻏﯿﻼن ﺑﺎرﯾﺔ *Gullian Barre وھﻲ اﺿﻄﺮاب ﻧﺎدر وﺧﻄﯿﺮ ﯾﺼﯿﺐ اﻟﻤﻨﺎﻋﺔ اﻟﺬاﺗﯿﺔ.
اﺳﺘﻨﺰﻓﺖ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ اﻟﺒﺎھﻈﺔ ﻟﻸدوﯾﺔ واﻟﻌﻼج ﻣﻮارد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻤﺤﺪودة أﺻﻼ ً و ﻟﻢ ﯾﻌﺪ واﻟﺪا ﻓﺎطﻤﺔ ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌﻼج ﻟﮭﺎ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺪھﻮر ﺻﺤﺔ ﻓﺎطﻤﺔ وﻣﻌﮭﺎ ﺑﺪأت اﻣﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﺘﻼﺷﻲ. و ﻟﻜﻦ واﻟﺪة ﻓﺎطﻤﺔ رﻓﻀﺖ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻓﺒﺪأت وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺤﻤﻮم اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ طﺮﯾﻘﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻓﻠﺬه ﻛﺒﺪھﺎ وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ وﺟﺪت ﻣﺮﯾﻀ ﺎً ﯾﺘﻌﺎﻓﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮض اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮫ ﻓﺎطﻤﺔ. أرﺷﺪھﺎ ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺪوره إﻟﻰ ﺟﻤﻌﯿﺔ )ﯾﺪ اً ﺑﯿﺪ( ﻓﻲ ﺣﻠﺐ و اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌﻼج ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ. ﻗﺮرت واﻟﺪة ﻓﺎطﻤﺔ اﻷﺧﺬ ﺑﻨﺼﯿﺤﺔ ﻟﻤﺮﯾﺾ اﻟﻤﺘﻌﺎﻓﻲ و اﺻﻄﺤﺒﺖ اﺑﻨﺘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ. ھﻨﺎك ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻣﻦ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻷدوﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻄﻔﻠﺘﮭﺎ و إﻧﻜﺐ أطﺒﺎء و ﻣﻌﺎﻟﺠﻮن اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﯿﻮن ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻟﻌﻼﺟﮭﺎ و اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﮭﺎ اﻟﺼﺤﯿﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ إﺧﻀﺎﻋﮭﺎ ﻟﺘﻤﺎرﯾﻦ اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﯿﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﯾﻮﻣﻲ. ﺧﻼل أﺳﺎﺑﯿﻊ اﺳﺘﻌﺎدت ﻓﺎطﻤﺔ اﻟﻘﺪرة اﻟﻜﺎﻓﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﻲ و ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺬھﺎب إﻟﻰ اﻟﺠﻤﻌﯿﮫ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻌﻼج ﻟﻮﺣﺪھﺎ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﯿﺼﻄﺤﺒﮭﺎ أﺣﺪ و ﻣﺎھﻲ إﻻ ﻋﺪة أﺳﺎﺑﯿﻊ ﺣﺘﻰ ﻋﺎدت ﻓﺎطﻤﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺪرﺳﮫ ﻟﺘﺘﺎﺑﻊ ﺗﺤﺼﯿﻠﮭﺎ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺠﺪ و ﺗﺘﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﻓﺎطﻤﺔ ﺗﺬھﺐ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺘﮭﺎ ﺑﻤﻔﺮدھﺎ ﻓﺎطﻤﺔ ھﻲ واﺣﺪة ٌ ﻣﻦ 13000 طﻔﻞ ﺳﻮري ﻣﻤﻦ ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ اﻟﻤﺠﺎﻧﯿﺔ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺴﺨﻲ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺘﮫ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﯿﺎﺑﺎن إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻣﺸﺎرﯾﻊ ﺻﺤﯿﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻌﯿﺎت اﻷھﻠﯿﺔ ﻏﯿﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺼﺤﻲ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم اﻟﻌﻼج ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺠﺎﻧﻲ.
ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻠﺐ ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﺤﻤﻌﯿﺎت اﻷھﻠﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﻔﯿﺪة ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ و اﻟﻤﻤﻮﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺤﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﯿﺎﺑﺎﻧﯿﺔ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻌﯿﺎت "ﯾﺪ ﺑﯿﺪ" و "اﻟﺒﺮواﻹﺣﺴﺎن" ﻣﻦ ﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻌﻼج ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 67000 ﻣﻮاطﻦ ﺳﻮري وﺑﺪون ھﺬه اﻟﻤﻨﺤﺔ ﻟﻤﺎ ﻛﺎن ھﺆﻻء ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰأي ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺮﻋﺎﯾﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ و اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻌﺎﻓﺎة اﻟﺘﻲ ھﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻵن.