المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2018 | النازحون في إب يواجهون الجوع والأمراض للعام الثالث

النازحون في إب يواجهون الجوع والأمراض للعام الثالث

طباعة PDF

النازحون في إب يواجهون الجوع والأمراض للعام الثالث

1 شباط/فبراير 2018 - خلال أسبوع واحد فقط، فقدت أسرار سعيد، وهي أم لطفلين، زوجها ومنزلها في آن. اضطرت أسرار للفرار مع أطفالها قبل ثلاثة أعوام عندما احتدمت الاشتباكات في تعز- المدينة التي لم تغادرها أسرار من قبل.

تقول أسرار بأسى: "قُتل زوجي، وقد تركني وحيدة مع أطفالي دون أي مال. اعتدنا أن نعيش سوية بكرامة لكن الحرب غيرت كل شي".

حالياً، تعيش أسرار في خيمة مؤقتة داخل مبنى تحت التشييد في محافظة إب، يعيش فيه حوالي 300 نازح. معظم الغرف مكتظة بالنازحين، ويعيش في بعضها أكثر من 13 شخص.

تلخص أسرار معاناتها: "لا نستطيع توفير الماء النظيف أو حتى شراء الغذاء الملائم. الأكل الذي نستخدمه غير صالح للاستهلاك الآدمي. إننا نقضي وقتنا في التسول بالشوارع لاستجداء الغذاء وأحياناً ما نستخدم بقايا الخبز والأرز لنشبع جوع أطفالنا".

وتستطرد: نعاني من الجوع والتشرد والبرد والخوف والجوع. لا نمتلك حتى البطانيات والفرش لكي نحمي أنفسنا من البرد".

معاناة لا يمكن تصورها

المشاكل الصحية هي معضلة أخرى تعاني منها أسرار. "أعاني من ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض؛ لكننا لا نمتلك المال اللازم للذهاب إلى أي مركز صحي لتلقي العلاج أو شراء الأدوية".

أسرار واحدة من أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في محافظة إب. ويشكل هذا الرقم 25% من إجمالي النازحين في اليمن. وحالياً، هناك أكثر من مليوني نازح في البلد، ويُشكل النساء والأطفال 75% منهم.

يقول ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا: "معاناة النازحين في اليمن شديدة ولا يمكن تصورها. لقد مروا بأوقات عصيبة أثرت على أوضاعهم الصحية والنفسية. هذه الأزمة الممتدة تسببت في معاناة بالغة للملايين من السكان، خصوصاً النازحين الذين يتحملون وطأة هذا الصراع".

الحرب المستمرة دون نهاية

مئات الآلاف من النازحين من تعز، مثل أسرار، غير قادرين على العودة لديارهم بسبب استمرار الاشتباكات في العديد من مناطق المدينة. وفي الوقت الذي يستمر فيه الوضع الاقتصادي بالتدهور، يواجه معظم النازحين صعوبة في الحصول على عمل يضمن لهم مصدراً للدخل. وأسرار واحدة من هؤلاء. "حاولت العمل، لكن ليست هناك أي فرص. أتمنى الموت بدلاً من العيش في مثل هذه الحياة".

في اليمن، ازداد عدد السكان الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية بصورة كبيرة. فحوالي 22.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية.

يقول الدكتور زاغاريا: "تعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء الصحيين على توسيع نطاق التدخلات في المحافظات المتأثرة، بما فيها إب، للاستجابة للاحتياجات الصحية الملحة، وذلك من خلال توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية للمرافق الصحية".

وبتمويل من حكومة اليابان، تدعم منظمة الصحة العالمية 13 فريقاً طبياً متنقلاً في اليمن لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية للسكان الأكثر احتياجاً، بما فيهم الآلاف من النازحين.