المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2016 | استجابة منظمة الصحة العالمية لحالات الرضوح تنقذ أرواح المئات في العراق

استجابة منظمة الصحة العالمية لحالات الرضوح تنقذ أرواح المئات في العراق

طباعة PDF

Farouk_recovering_after_surgery_at_Emergency_hospital_in_Erbil._photo_by_G_Jaafar5 كانون الثاني/يناير - منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016، ومنظمة الصحة العالمية تقدم الدعم للحكومة العراقية ولحكومة إقليم كردستان بالخدمات الصحية المنقذة للحياة أثناء الطوارئ، بما في ذلك الأدوية والإمدادات الطبية الأخرى الضرورية لمواجهة الطوارئ مثل حقائب الأدوات اللازمة للتدبير العلاجي وللعمليات الجراحية لدى المصابين بالرضوح. وتهدف هذه الإمدادات إلى تقديم الدعم للأعداد المتزايدة من حالات الرضوح التي يتم استقبالها في نقاط رعاية المصابين بالرضوح وهم في طريقهم إلى حيث يتم إجراء العمليات الجراحية.

يبلغ "فاروق" أربع سنوات من العمر*، وقد أصيب مع والده وثلاثة أفراد آخرين من أسرته بينما كانوا يقفون عند نقطة توزيع المياه بالقرب من منزلهم في الموصل. ونقلهم فريق سيارة إسعاف عسكرية فوراً إلى إحدى المستشفيات في أربيل، وقد توقفوا مرات عديدة في نقاط تحقيق الاستقرارلدى المصابين بالرضوح لمراقبة حالتهم وتقديم الرعاية لهم. وقد استغرقت رحلتهم من القرية إلى أربيل أربع ساعات بسبب تعطل عمل المرافق الصحية في المناطق المحررة حديثاً من الموصل. وفي الحمدانية، تم نقلهم إلى سيارة إسعاف مدنية لتوصيلهم إلى مستشفى الطوارئ في إربيل.

وكانت الدكتور "غونا جعفر"، وهي استشارية لمنظمة الصحة العالمية في مجال تدريب الأطباء في إربيل على الجراحة الحربية، في غرفة الطوارئ عند وصول فاروق وأبيه إليها، ووفقاً للدكتورة "غونا جعفر" فإنها خلال زيارتها الروتينية إلى المستشفى في 26 كانون الأول/ديسمبر عام 2016، شاهدت ثلاثة أطفال مصابين وشخصاً كبيراًواحداً يستلقي على السرير في قسم الطوارئ، بينما كان شخص بالغ آخر مصاباً في عنقه يتنقل من سرير إلى آخر ليتفقد المصابين. وعرفت الدكتورة غونا جعفر أن هذه العائلة تتألف من خمسة أفراد مصابين. وكان أحد الطفلين أخاً لفاروق، وكان الطفل الآخر ابن عم له، وكان أحدهما قد أصيب في الجزء العلوي الأيمن من الصدر، بينما أصيب الآخر في ساقيه، وكان كلاهما في حالة مستقرة، كما كان المريض الكبير، وهو والد فاروق، أيضاً بحالة مستقرة.

Farouk_lying_at_the_intensive_care_unit_after_surgery

وبعد مرور ثمانية أيام على وصول "فاروق" إلى المستشفى في أربيل، تعافى وأضحى في مأمن من الخطر. وقد بقي هادئاً في سريره في غرفة الإفاقة، وقد يلقي بين الحين والآخر بنظرات عابرة إلى الفرق الطبية التي جاءت لرعايته، وسرعان ما سيخرج "فاروق" وأبوه من المستشفى، وسيعودان ثانية إلى الموصل، حيث تواصل الأسرة تضميد جروح "فاروق". وسوف يواجه "فاروق" ووالده المزيد من الصعوبات في رحلة عودتهم إلى المنزل، إذ لايزال من المتعذر الوصول إلى العديد من المناطق التي تحيط بمنطقتهما، إذ لاتزال غير آمنة. ولكنه على الرغم من هذه الشكوك، فإنه يشعر بالسعادة للانضمام إلى عائلته في منزلهم.

إن "فاروق" ووالده ليسا سوى شخصين اثنين من أصل 2666 مصاباً قَدِموا من الموصل إلى المستشفيات في أربيل منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016. ولضمان عودتهم إلى منازلهم وهم على قيد الحياة وقطعهم لرحلة طويلة لا يتعرضون فيها لمخاطر إضافية، تعمل منظمة الصحة العالمية حالياً مع مديريتَيْ الصحة في نينوى وأربيل ومع الشركاء في الصحة لتقوية النقاط القريبة من الخطوط الأمامية في الموصل التي تعمل على تحقيق الاستقرار لحالات المصابين بالرضوح، بهدف ضمان إحالة المصابين من ذوي الحالات الحرجة إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.

وتواصل منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم للإحالات بتبرعها بعشرة سيارات إسعاف إلى مديرية الصحة في نينوى و 27 فريقاً من فرق الإسعاف الذين ينتمون إلى مديرية الصحة في إربيل. وبالإضافة إلى ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تقدم الدعم لمستشفيات الطوارئ ومستشفيات الطوارئ الغربية ومستشفيات الطوارئ في أربيل من خلال بناء قدرات الموظفين وتوفير الأدوية والمستلزمات للمرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الجراحية. ويبلغ العدد الوسطي للمرضى الذين يستقبلهم كل مستشفى من المستشفيات كل يوم 20-30 مريضاً مصاباً. ويعاني معظم هؤلاء المصابين من إصابات بالقذائف والطلقات النارية. وكان المريض الذي يستلقي على السرير الذي يجاور سرير "فاروق" صبي عمره 14 عاماً، واسمه "محمد"، وقد بُتِرَتْ ساقُه بسبب إصابته في قصف على منطقة أخرى داخل الموصل.

>ومع استمرار الصراع، فإن منظمة الصحة العالمية تقدّر أن عدد المصابين الذين ستتطلب إصاباتهم دخول المستشفى على نحو عاجل سيبلغ 40 ألف شخص. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية الوطنية والشركاء لتأسيس مستشفيات ميدانية مع ترميم وإعادة تأهيل المستشفيات الرئيسية الأقرب إلى الخطوط الأمامية لجبهات الصراع. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أبرمت منظمة الصحة العالمية تعاقدات فرعية من الباطن مع منظمة من المنظمات غير الحكومية الشريكة، لتوفير الرعاية الشاملة، ولزيادة سعة الأَسِرَّة المخصصة لجميع حالات الرضوح في إحدى مستشفيات الطوارئ.

لقد أمكن تنفيذ الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية للاستجابة لمدينة الموصل بالدعم المتواصل الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي، ومكتب الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدات للطوارئ الخارجية، وحكومة الكويت.

* إن الاسمين المذكورين هنا غير حقيقيين، فقد تم تغييرهما لأسباب أمنية.