المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2016 | العاملون الصحيون النازحون داخلياً يدعمون تقديم الخدمات للنازحين داخلياً في كركوك

العاملون الصحيون النازحون داخلياً يدعمون تقديم الخدمات للنازحين داخلياً في كركوك

طباعة PDF

Children_smile_for_the_camera

فرّت الطفلة "هِبَة" التي يبلغ عمرها تسع سنوات من قضاء الحويجة في كركوك، العراق، مع والديها وثلاثة أشقاء منذ ما يقرب من شهرين، وعاشت منذ ذلك الحين في مخيم"داقوق" في كركوك. وتقول والدة "هِبَة": "كنا نعيش في ظل الدولة الإسلامية في العراق والشام لأكثر من عامين، ثم غادرنا بسبب عدم وجود الغذاء الذي يمكن أن نشتريه باستثناء الخبز. كنا جياعاً، وكنا خائفين على حياتنا من الغارات الجوية المستمرة ".

غادرت "هِبَة" وعائلتها منزلهم في قضاء "الحويجة" عند غروب الشمس، وبدأوا رحلتهم سيراً على الأقدام إلى معسكر "داقوق". وتقول "أم هِبَة": "وصلنا بعد ظهر اليوم التالي،وقد مررنا في الطريق على عدد كبير من الناس يموتون من العطش، أو يعانون من مرض شديد لن يتيح لهم القيام بالرحلة."

ويُقَدَّر أن أكثر من 50 ألف شخص لايزالون في قضاء "الحويجة" في كركوك، وكان يقطنها ما يقدر بنحو 450 ألف نسمة قبل حزيران/يونيو 2014. وتستضيف ستة مخيمات في كركوك عدداً من النازحين داخلياً يزيد مجموعه على 27 ألفاً، ومعظمهم من"الحويجة".

وتقدم مديرية الصحة في محافظة كركوك الخدمات الصحية في مخيم "داقوق" بدعم من منظمة الصحة العالمية ومن مجموعة الشركاء الآخرين في الصحة.

Kirkuk_8

"وِسام أحمد موسى" هو أحد النازحين داخلياً من قضاء "الحويجة" في محافظة كركوك.وهو يعمل تقني مختبرات في مخيم "داقوق" الذي يأوي النازحين داخلياً في كركوك. وهويقدم الدعم للفرق الطبية الأخرى بإجرائه للاختبارات والاستقصاءات المختبرية.

عمل "وِسام" خلال الأشهر الثلاثة الماضية بلا كلل لخدمة مجتمعه في مواجهة بعضالتحديات. ويقول "وسام": "نحن نقدم الخدمات المختبرية اللازمة التي يحتاج إليها النازحون داخلياً. ولكن ذلك ليس أمراً سهلاً، فكل يوم نواجه نقصاً في الكواشف الكيميائية، مما يجعل من الصعب علينا إجراء الفحوصات الطبية التي يطلبها الأطباء فيكثير من الأحيان، وكثيراً ما نحيل المرضى إلى مستشفى "داقوق" ونرسل بعض العينات مثل عينات داء الليشمانيات إلى بغداد ".

وعلى الرغم من ضخامة عدد المرضى في مخيم "داقوق" إلى درجة يتعذر استيعابها، فإن القدرات المتاحة من التقنيين الذين يعملون في المختبرات تقتصر على اثنين فقط منتقنيي المختبرات يقدمان الخدمات لعدد من النازحين داخلياً يزيد على 7000 نازح.

ويقول "وِسام": "إن أكثر الاختبارات التي يطلبها الأطباء هي لكشف داء الليشمانيات ولمعرفة مستوى السكر في الدم، وهناك الكثيرون ممن تكتشف إصابتهم بالسكري. وفي عيادة المخيم يفحص الأطباء ما يقرب من 300 مريض يومياً، ويتلقى أكثر من 200 من المصابين بداء الليشمانيات في المخيم العلاج، فداء الليشمانيات يتوطن في قضاء"الحويجة".

Mobile_medical_clinic_provides_health_services_to_IDPs

قد لا يكون "وسام" في بعض الأحيان سعيداً بالتحديات التي تواجهه وهو يؤدي واجباته، ولكنه يشعر بالامتنان لعودته لاستلام رواتبه الشهرية بعد أن مكث فترة طويلة بلغت عاماً كاملاً دون رواتب.

ويقول "وسام": "لقد مكّنتني خدمة مجتمعي أيضاً من استعادة فرصة الحصول على مصدر رزق، وهذا مكّنني من تقديم العون على نحو مريح لعائلتي مرة أخرى، وذلك بفضل مديرية الصحة في كركوك." ويضيف "وسام" أن الكثير من العاملين الصحيين الآخرين في "الحويجة" ما زالوا لا يتلقون رواتبهم لأنهم أجبروا على الخروج من الخدمة بسبب لصراع الدائر داخل منطقتهم.

ومنذ بداية عام 2016، قدمت منظمة الصحة العالمية إلى مديرية الصحة ثلاث عيادات متنقلة يتم استخدامها حالياً لتقديم الخدمات الصحية في مخيم "داقوق" وفي المخيمات الأخرى للنازحين داخلياً، كما تبرعت منظمة الصحة العالمية بسيارتي إسعاف لاستخدامهما في الإحالات، ووضعت منظمة الصحة العالمية عربتين من عربات المساكن المتنقلة داخل مخيم "داقوق"، ودرَّبت سبعة فرق طبية متنقلة على تقديم الخدمات في المخيمات.

وبالإضافة إلى ذلك، تواصل منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم للسلطات الصحية في كركوك فتوفّر الأدوية والمعدات الأساسية المنقذة للحياة، بما في ذلك حقائب الوكالات الدولية للأدوات الجراحية للطوارئ لضمان مواصلة التدبير العلاجي للمرضى النازحين داخلياً. أما الأشكال الأخرى من الدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية فتتضمن دواء"بنتوستام" لمعالجة داء الليشمانيات، وتدريب 20 عاملاً من العاملين في صحة المجتمع، وتوزيع الكلورين، وإجراء اختبارات جودة الماء، وأنشطة مكافحة النواقل.